الدكتورة فاطمة الدربي تكتب | منهج الإتيكيت سعادة ..
الإتيكيت هو فن كبقية الفنون وهو سلوك بالغ التهذيب واحترام النفس واحترام الذات و احترام الآخرين و حسن التعامل معهم أو السلوك المقبول اجتماعيا. فهو بذلك مفهوم راقي ومحتوى إنساني وحضاري، فالحضارة ليست قصراً ، ولا سيارة فارهة، ولا مجرد زينة في الوجه والملبس، ولكنها بالدرجة الاولى التعامل الإنساني الراقي فيما يعرف بـ (آداب التعامل الإنساني الراقي). يقول الرسول الكريم" اتقِ الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن". هذا رسولنا الكريم الذي وصفه الله تعالى في كتابه العزيز" وإنكَ لعلى خُلقٍ عظيمٍ" وضع القواعد للتعامل مع المسلمين لتنظيم هذا المجتمع على أسس سليمة، فالمجتمع بخير ما دام يتبع القواعد السليمة في التعامل.
الكل يحاول لفت انتباه الاخرين إليه سواء خلال اجتماع أو أثناء الحديث مع شخص مهم أو في جلسة أصدقاء، لكن الكثير يتعرض للاستهزاء ولسوء الفهم إذا لم يتمكن من إيصال رسالته بالشكل الصحيح لدى يجب مراعاة قواعد الإتيكيت ومنها:
الموضوع: بالتفنن في اختيار الموضوع المناسب للجلسة، وعدم الخوض في المواضيع الخاصة والحديث عن الحياة الشخصية وبالأخص في اجتماعات العمل أو عند وجود أشخاص غرباء، ويجب تفادي الحديث عن المشاكل الشخصية.
الموضوعية: أي أن تنقد نفسك قبل أن تسمع انتقادات الآخرين لك، بالإضافة إلى تقبل نقد الآخرين لك أي ما يسمى بالنقد الإيجابي أو النقد البناء وليس القائم على المصالح الشخصية.
السن: فلعامل السن دور مهم إذ يجب على المتحدث أن يأخذ بعين الاعتبار سن المتحدث الذي يجالسه، فمثلا إن كان الشخص أكبر منك امنحه الفرصة للتحدث أولا ولا تقاطعه، كما يجب اختيار المواضيع بحسب العمر لأن لكل سن سراياه.
نبرة الصوت: من المهم جدا في فن الإتيكيت اختيار نبرة الصوت المناسبة مع تجنب قدر الإمكان الصوت العالي لأنه يقدم صورة سيء عن الشخص وبالأخص لدى النساء.
التواضع: فقد روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله: ” من تواضع لله رفعه، فهو في نفسه صغير، وفي أعين الناس عظيم، ومن تكبر وضعه الله عز وجل، فهو في أعين الناس صغير، وفي نفسه كبير…” فلا تتعالى ولا تغر على من حولك واجعل الكلمة الطيبة هي قاموسك اللغوي الذي تستخدم مصطلحاته في حوارك مع الأخرين بمعرفة حدود قدراتك وإمكاناتك.
الإصغاء: فيجب على المتحدث أن يكون لبقا في حديثه، مقابل أن يكون مستمعا للأخر دون مقاطعته، أي أن تتعامل مع الأخرين كما تريد أن يعاملوك فلا تتعصب لرأيك بل كن على استعداد لتغييره أو التخلي عنه إذا اقتضت الحاجة ذلك، وتعلم كيف تؤيد وتعارض بحسب كل موقف على حدا.
الحديث على طاولة الطعام: فخبراء فن الإتيكيت يوصون أثناء الطعام بعدم الخوض في المناقشات الحادة بل يجب الحديث عن المواضيع الممتعة مع تجنب التحدث أثناء الأكل أو على الأقل وضع اليد على الفم أثناء الحديث، لأنها من أدب الطعام
و بمراعاة ما سبق ذكره يجب تجب ما يلي، فهناك الكثير من الأخطاء يرتكبها المتحدث وهناك الكثير من التفاصيل الصغيرة لا نليها اهتماما كبيرا لكن يجب تجنبها:
تجنب التحدث بلغة أجنبية إذا كان أحد الحاضرين لا يفهمها.
لا تهمس بأذن أحد وأنت في مجموعة، ولا تتبادل مع البعض نظرات فيها غمز بالأخرين.
إذا شعرت بأن الشخص يكذب ولا يقول الحقيقة فيجب عدم التشكيك في كلامه خاصة امام الأخرين.
تجنب النميمة والنقد لأنها أمور تعطي انطباع سيء عنك وعن شخصيتك أمام الاخرين.
التحلي بالابتسامة فلها أهمية كبيرة أثناء الحديث لأنها تعطي انطباع جيد وتفتح كل الأبواب وتسهل عليك التواصل مع الآخر.